المشغولات اليدوية النحاسية
-
نبذة عن تاريخ النحاس
النحاس مادة صلبة، جميلة الشكل، وتحتفظ بكل خصائصها لآلاف السنين إذا تم العناية بها بشكل صحيح. كما يسهل أيضًا العمل عليها لضبط الألوان وإضافة الزخارف، الأحجار، وأشياء كثيرة مثل ماكينة ساعة الحائط النحاسية الموجودة في الصورة، والأرقام والدوائر التي بها.
توصلت استقصاءات فريقين مستقلين من العلماء في أوروبا إلى أن النحاس المستخدم في بعض المصنوعات اليدوية القديمة جاء بشكل رئيسي من مناجم شبه جزيرة سيناء المصرية والصحراء الشرقية. كما كشفت الاستقصاءات أيضًا عن أول دليل ذي تاريخ عن تجارة النحاس بين مصر والأناضول، التي أصبحت تُدعى تركيا اليوم.(Scientific American, 2018)
معرفة مصدر النحاس في مصر القديمة (scientific American, 2018) أونلاين ومتاح على:
ومذكور أيضا أن فترة العصر النحاسي هي فترة انتقالية وهي خارج نظام الحقب الثلاث العصور التقليدي، وتقع بين العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي. ويبدو أن النحاس لم ينتشر بشكل واسع في البداية، وإن محاولات صناعة سبائك منه مع القصدير بدأت بسرعة، مما يجعل التمييز بين حضارات العصر النحاسي وعصورها صعباً. وفي هذا العصر قاموا باكتشاف المعادن ولهذا قاموا بتسميته عصر المعادن أو العصر المعدنى.(ويكيبيديا، 2022)
نستشف من ذلك أن الإنسان قد اكتشف مميزات النحاس واستخدمه في صنع الأدوات البدائية منذ العصور الأولى للبشرية. وبرز فن الصناعات اليدوية النحاسية في صنع الأدوات المنزلية والتحف والهدايا في عصر المماليك في مصر.
تجد أنه بداية من هذا العصر، تواجدت المشغولات النحاسية في كل بيت عربي تقريبًا. فكانوا يصنعون كل شيء ممكن من النحاس. الأواني وأدوات المطبخ والمياه، والأدوات المستخدمة يوميًا، التحف والمشغولات الفنية والهداية، وحتى في الأسلحة والدروع. نظرًا لمتانته واحتفاظه بخصائصه (الشكل – الصلابة – اللون – الزخارف) لفترات طويلة جدًا.
ومع مضي الزمن، وندرة الموارد، فهم الإنسان نظرية القيمة المضافة، وفهم أن مستخدم السلعة ينتظر منها قيمة ما، يجب تلبية هذا الطلب بأقل موارد ممكنة وهذه هي نظرية القيمة المضافة. لماذا نمتلك صحن من النحاس الثمين بينما
العصر النحاسي (ويكيبديا ، 2022) على الانترنت ومتاح في :
يمكن امتلاكه من البلاستيك المقوى؟ لماذا تتكلف الشركة المصنعة أعباء التعدين والتشكيل والتصنيع لمادة النحاس بينما يمكنها تركيب مركبات كيميائية بلاستيكية للحصول على صحن “يعطي القيمة المضافة” أي يمكن وضع الطعام فيه!
ومع تطور هذه النظرية وتوسع نطاق تطبيقاتها، بدأت المنتجات النحاسية التمحور حول المشغولات الفنية والتحف والديكورات. بسبب ايًضا التطور التكنولوجي وإمكانيات استخدام مختلف أساليب التشكيل والزخرفة من جانب. واستمرار إمكانية التشكيل والتصنيع الفني اليدوي من الجانب آخر. فهناك من تعلموا أصول هذه الحرفة الفريدة، ورثوها لمن تبعهم. هناك أناس لا تستطيع التوقف النظر إليهم وهم يعملون على النحاس، حركة أيديهم، السرعة، الدقة. طريقة جميلة في الصناعة اليدوية تجعل جميع الناس تود شراء هذا المجهود! وليس فقط هذه التحفة الفنية.
-
طريقة تصنيع المشغولات النحاسية اليدوية
لنناقش كيفية صنع مثل هذه التحفة المصنوعة من النحاس فقط. لقد تم صناعة هذه التحفة النحاسية ( لتحضير أجمل قهوة العربي) فقط باستخدام : (يدين محترفتين – بعض الأدوات اليدوية مثل المطرق – مركبات كيميائية بدائية – بعض القوالب) فقط..
كما نستنشق الهواء أولًا قبل ذفيره، يتخيل الفنان عمله ويخطط لعمل جيدًا والتأكد من إمكانية الانتهاء من العمل قبل البداية فيه. ثم يبدأ بإيجاد المواد النحاسية التي يستطيع تحويلها إلى ذلك التخيل بأقل مجهود ممكن. فهو يراعي اللون والسماكة ويتخيل كل الأعمال التي سيقوم بها ويتأكد من ملائمة القطعة النحاسية التي سيبدأ العمل عليها.
وكما هو فن أصيل، يبدأ الفنان العمل من أصل المادة، في هذه المرحلة يعالج القطعة النحاسية في أصلها لأنه لن يستطيع فعل ذلك بعد العمل عليها، تخيل أنه يريد أن يلون النحاس بعد زخرفته! لن يستطيع. ولذا فهم يبدأ بمعالجات كيميائية وتشكيلية بدائية جدًا للوصول للون والسمك والحجم المطلوب.
وهنا يريد الفنان استخدام القوالب في التشكيل النحاسي بشكل أدق. هو لديه القوالب لتصنيع كافة الأشكال الممكنة. يبدأ بفرد القطعة النحاسية على أو في القالب ويبدأ في تشكيلها لتكون في أقرب صورة ممكنة لتخيله.
وبعد الوصول للخصائص المبدئية المطلوبة والتشكيل المطلوب للقطعة النحاسية يبدأ الفنان بتخيل الزخارف والأشكال والأحجار الذي ينوي وضعها بداخل المشغولات اليدوية النحاسية. ويبدأ بالرسم على النحاس باستخدام قلم حاد جدً يقشر النحاس الذي قد جهز بمركب بسيط ليساعده في ذلك الأمر!
وبعد الانتهاء من عملية الرسم يبدأ العمل الشاق. ولكنه أوشك على الانتهاء! فكل المراحل السابقة تتضمن عناصر إبداعية تستهلك منه وقت وتفكير وبحث أكثر من تنفيذ العمل يدويًا. ويبدأ بالتفكير في مختلف طرق الدق والحفر والمعالجات الكيميائية التي سوف يستخدمها في مرحلة الزخرفة. فهناك زخرفة عريضة، وأخرى حادة، وأخرى ليضع ماكينة ساعة… إلخ